الكتب المفيدة هي أكثر ما يستطيع مساعدتك في إثراء وعيك وزيادة ثقافتك وتوسيع مداركك إلى جانب تطوير قدرتك اللغوية على التعبير والتواصل مع الآخرين.
والكتاب الجيد هو كنز حقيقي وأداة سحرية بإمكانها أن تغير حياتها بأكملها.
وفي هذه المقالة، سأشارك معك أهم ما قرأت من الكتب والتي غيرت حياتي تمامًا.
أولًا: كتاب العادات الذرية
دائمًا ما يرى الجميع أن الأشياء العظيمة لا تنتج إلا عن تغيرات عظيمة، ولكن الحقيقة هي أن الفارق الصغير بإمكانه أن يحدث نجاحًا كبيرًا.
وهذا ما يركز عليه الكتاب مقدمًا لنا خطوات اكتساب العادات وهي:
اجعلها واضحة
فإذا أقبلت على اكتساب عادة جديدة، اجعل لها إشارات واضحة من حولك لتذكرك بها وتنبهك لها.
فإن أردت القراءة ضع بجوار سريرك كتاب، وإن رغبت في شرب ماء كاف فاجعل زجاجة مياه في حقيبتك دائمًا.
اجعلها جذابة
فيجدر بك في بداية طريقك مع عادة جديدة أن تجعلها محببة للنفس مشجعة على
الفعل، كأن تختار كتابًافي موضوع تحبه ويثير عنوانه فيك الفضول.
اجعلها سهلة
وذلك يتكامل مع كونها جذابة، لأنه إذا وجدت النفس صعوبة في الفعل لن تلقى منها كبير إقبال عليه.
اجعلها مشبعة
كل الخطوات السابقة تساعدك على البدء في الفعل بينما هذه الخطوة تضمن لك الاستمرارية. فكلما كانت نهاية العادة مشبعة للنفس، مرضية لها، تاركة فيها أثر حسن. كلما حرصت على مداومة فعلها.
وإلى جانب ذلك أفرد الكاتب جزءًا من حديثه لدور البيئة المحيطة والأصدقاء في اكتساب العادات أو تركها.
ثانيًا: كتاب كيف تصبح إنسانًا
هل الإنسان مجرد حيوان يدعي أنه ليس كذلك؟!
من خلال هذا التساؤل يُفتتح الكتاب؛ موضحًا ماهية الإنسانية، فهي صفة تضمر وتقوى وتظهر بصور عدة حسبما يوجهها المرء.
وتوجيه الكاتب للصورة التي يصبح الإنسان فيها:
ناضجًا، متفتح الذهن،قادرًاعلى تحليل الأمور، متخطيًا لثقافة القطيع ولسيادة
المشاعر، معترفًا بالقصور الإنساني، متقبلًا لآراء الآخر، متنوعًا في تناوله
لمجالات المعرفة.
يعرف نفسه ويحبها فيكن قادرًاعلى اختيار من يتوافق معه ويشاركه
الحياة ويدرك أن الحب هو أكثرمن مجرد شعور رومانسي؛ إنه قرار واختيار
وتصرف إرادي واعٍ؛ وهو يستلزم الاتفاق والتفاهم والصفح.
مقدرًا للجمال، قادرًاعلى استشعاره، يرى في زحمة الحياة تفاصيلًا تستحق
التأمل، يكسب المعنى لكل ما حوله فيصبح في تصالح معه.
ينطلق في الحياة من مبادئ أخلاقية منبعها دينه وضميره وقيم مجتمعه. وسرد الكاتب مجموعة من القواعد الأخلاقية التي يمكن أن يحاكم إليه المرء وهي(حب
لأخيك ما تحب لنفسك، المنفعة العامة، ماذا لو فعل الناس كلهم ذلك، مدى تقبل
إشهار الفعل، وما موقعه من القيم).
ثالثًا: كتاب جدد حياتك
في هذا الكتاب مقارنة بين تعاليم الإسلام كما وصلت إلينا، وبين أصدق ما وصلت إليه حضارة الغرب في أدب النفس والسلوك، وسيرى القارئ من روعة التقارب، بل من أصدق التطابق، ما يبعثه على الإعجاب الشديد. فبمهارة فائقة وعين بصير، استطاع المؤلف أن ينقل القارئ من الجو الأمريكي إلى الحياة الإسلامية من خلال الدراسة المقارنة بين ما ورد في ديننا وكتاب دع القلق وابدأ الحياة لديل كارنيجي.
ومن أهم ما جاء في الكتاب: الدعوة على ترك الماضي حيث هو والعيش في حدود اليوم. فلا نزور الماضي إلا لنزداد منه تعلمًا وخبرة ولا ننظر للمستقبل إلا تفاؤلا وطموحًا ونحسن استثمار الحاضر الذي بين يدينا.
ألا ندع التوافه تغلبنا على أمرنا، وتقعدنا عن طلب المعالي. فتضيع أعمارنا بين الحفر.
أن نكون رقباء على أنفسنا. فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غدا ً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية). وأن نعرف كيف تُعاش الحياة بما فيها من حلو ومر.
هذه الكتب الثلاثة السابقة قد شكلت لي أعمدة محورية في حياتي أعود إليها كثيرًا. وأسست عندي مفاهيم ومبادئ لا يمر يوم دون احتياجي لها. وقد شاركتهم معك أملًا في أن يتركوا بصمة طيبة وأثرًا إيجابيًا عليك كما كانوا معي.
كتبته: د/ فاطمة زكي
اقرأ أيضًا:
طور ذاتك في ثلاث خطوات فقط
عادات من أجل حياة مليئة بالمعرفة والثقافة