كتاب قوة عقلك الباطن لمؤلفه د. جوزيف ميرفي هو أحد أهم الكتب في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات.
وقد حقق هذا الكتاب مبيعات كثيرة تخطت المليون نسخة.
كما أثر الكتاب في حياة الكثيرين حول العالم وساعدهم في تغيير حياتهم للأفضل.
ومن ضمن أفكار الكتاب المختلفة، سأقدم لك في هذه المقالة الفكرة الأساسية والأكثر أهمية في الكتاب والتي ستغير كثيرًا من صورتك عن نفسك وعن الحياة.
فتابع معنا..
أولًا: أين تكمن قوة العقل الباطن؟
يمكن تقسيم عقل الإنسان إلى جزئين: العقل الواعي - conscious mind، العقل الباطن - subconscious mindالعقل الواعي يعتمد على الحواس الخمسة في الإدراك والتفكير ويمثل 5% من استخدام العقل.
أما العقل الباطن فيعتمد على المعلومات الواصلة إليه من العقل الواعي ويمثل 95% من استخدام العقل.
أعتقد أنك الآن بدأت في استيعاب مدى قوة العقل الباطن..
والحقيقة أن قوة العقل الباطن لا تقتصر على النسبة المهولة التي يسيطر عليها من استخدام العقل.
ولكن في الدور الذي يلعبه على مستوى تشكيل الأفكار والمعتقدات والمبادئ والتصورات عن الذات والآخرين والحياة.
وليس ذلك فحسب، بل هو مسئول أيضًا عن عمل الأعضاء اللاإرادية مثل القلب والرئة والجهاز الهضمي.
فلن يكون مجازًا إذا قلنا أن عقلك الباطن يتحكم في حياتك روحًا وجسدًا.
وللعقل الباطن كذلك ذاكرة شديدة القوة، فلديه القدرة على الاحتفاظ بأدق التفاصيل التي عشتها أو التقطتها حواسك من المهد إلى اللحد. وما نستطيع تذكره من وسط كل هذا يعتمد على قدرة العقل الواعي في استدعاء الأحداث والذكريات وهذه القدرة تختلف من شخص لآخر.
ثانيًا: كيف تستغل قوة عقلك الباطن لصالحك؟
إن مفتاح التحكم في عقلك الباطن يتمثل في التكرار، فلا يكفي أن تعرض عليها الفكرة لمرة واحدة كي يقتنع بها!ومن الحكم التي تعبر بشكل جيد عن الطريقة التي يعمل بها العقل الباطن: ما تكرر تقرر.
أي ما يتم تكراره باستمرار يثبت ويستقر.
فصورتك الذاتية عن نفسك وعن الحياة ما هي إلا محصلة ما تكرر فعله وقوله.
فإذا كانت عباراتك وأفعالك تتسم بالإيجابية ستجد إنعكاس ذلك على الطريقة التي تفكر بها وتنظر بها لنفسك وتفسر بها أحداث الحياة.
وعلى النقيض إذا سيطرت السلبية والتشاؤم على كلامك وأفعالك اليومية فستجد مردودًا سيئًا على حالتك النفسية وإقبالك على السعي في الحياة والحرص على النجاح.
فما أردت أن يثبت ويستقر في عقلك الباطن ويصبح جزءًا من تفكيرك وشخصيتك، كرره باستمرار وأدخله في كلامك وأفعالك.
ولا تستهين أبدًا بقوة عقلك الباطن في السيطرة على حياتك وفق ما تدخله إليه من أفكار ومعتقدات.
وإذا أردت أن تعرف إلى أين تسير حياتك، انظر إلى المفردات التي تستخدمها يوميًا وإلى الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك.
ثالثًا: نحو عهد جديد من الإيجابية والنجاح
ليس الهدف من هذه المقالة التعرف على قوة العقل الباطن فقط، ولكن استغلالها في التغلب على المخاوف والقلق الزائد وتغيير الصورة السلبية عن النفس والحياة.فيمكنك من الآن أن تبدأ عهدًا جديدًا من الإيجابية والنجاح عن طريق زرع معتقدات إيجابية عن نفسك وأنك تستطيع تحقيق أهدافك.
وارسم هوية جديدة لك على أنك شخص مجتهد مثابر يسعى من أجل تحقيق أهدافه ولا يكتفي بوضعها في قوائم الأمنيات.
واخرج من دور الضحية واكسر شماعة الظروف، وتوكل على الله وأحسن الظن فيه وابذل كل جهودك وطاقتك وكن فعالًا.
اجعل حديثك لنفسك مشجعًا وتحدث إليها وكأنك تتحدث على أقرب أصدقائك، لا تتخذ جلد الذات والشعور بالدونية واللوم طريقة مثالية في التعامل مع نفسك، لأنها لا تعود بخير.
لا تسمع للأصوات الهادمة بداخلك ولا تكتفي بإسكاتها بل استبدلها بأصوات أكثر تشجيعًا وتحفيزًا وإلهامًا.
وضع في عين اعتبارك أن ما يمليه عليك عقلك الباطن ليس وحيًا من السماء لا نقاش فيه ولا جدال! بل هو محصلة ما تكرره عليه وبيدك تغييره دائمًا.
فليس خوفك من شيء حقيقة مؤكدة، وليس ظنك في عدم تحقيق أحد الأهداف حقيقية مؤكدة، كما أن القلق الذي يهاجمك ليل نهار ليس حقيقة مؤكدة!
بل كلها إشعارات من عقلك الباطن تستطيع قبولها أو رفضها ويمكنك تغييرها وتعديلها لما في صلاحك.
وختامًا، إن الفكرة التي أريدك أن تخرج بها الآن أنه يمكنك تغيير حياتك وتصوراتك من خلال تغيير الأفكار التي تسكن عقلك الباطن. وأن يكون ذلك دافعًا لأن تبدأ في تغيير لغة حديثك اليومي ونظرتك لنفسك وللحياة لتكون أكثر إيجابية.
كتبته: د/ فاطمة زكي
اقرأ أيضًا
كتب غيرت حياتي 180 درجة
عادات من أجل حياة مليئة بالمعرفة والثقافة
طور ذاتك في 3 خطوات فقط