يستوحش الإنسان الوحدة، لا يحتمل بقاءه منفردًا لفترة من الوقت، لابد وأن يتفاعل مع من حوله ولأن تلك طبيعتنا التي جبلنا الله عليها، اتسعت دوائر العلاقات والمعارف وتشابكت وكثيرًا ما تتنافر الشخصيات أو تتجاذب. نفرح بمن يشبهنا ونتألم إذا لم نُوفق في اختياراتنا وفي داخلنا ننتظر الشخص المثالي الذي سوف يشبع حاجتنا من الأنس والاطمئنان وهذا غير صحيح وهو موضوع كتابنا الرائع أحببت وغدًا.
مؤلف الكتاب..طبيب!
الكتابة والتأليف ليست حكرًا على أناس دون غيرها، وهي إحدى المجالات
التي يمكن لأي منا أن يبرع بها. كاتبنا هو الكاتب الطبيب عماد رشاد عثمان. الفكرة
الواحدة يمكن دراستها من جوانب متعددة، فالجانب الفلسفي أو التحليلي وذكر الأمثلة
والأسلوب القصصي –طرق متنوعة وعبقرية لتناول أي موضوع.
ولكن دعنا نرى الموضوع من
وجهة نظر غير مألوفة، فالمؤهل الدراسي يضع لمساته على كل منا؛ لتصبح وجهة نظر
الطبيب تختلف عن منظور المهندس ولا تشبه أبدًا وجهة نظر الدرعمي وهكذا.
حين يبدع الطبيب ويطلق لقلمه العنان؛ أخرج لنا د عماد رائعتين هما
كتاب أحببت وغدًا وكتاب أبي
الذي أكره، وقد حققا الكتابان نجاحًا ضخمًا، وحازا على إعجاب القراء.
كتاب أحببت وغدًا
نلوم بعضنا البعض دائمًا ويتهم كل منا الآخر بالتقصير في حقه وأنه
يستحق المزيد من الاهتمام والتقدير. وقد يصل الأمر لنعت الآخرين بالنرجسية! وكتابنا
يتناول هذا الموضوع ويفرد له أسبابه ودوافعه.
فإذا صدق حدسك -بعد ذلك- حول شخص بعينه كونه مؤذيًا أو نرجسيًا؛ فسوف
يتناول الكتاب أيضًا كيفية التخلص من تلك العلاقة المؤذية وكيفية التعامل مع هؤلاء
إذا ما اضُطررنا للتعامل معهم وتجنب إيذائهم!
الأفكار الرئيسة في الكتاب
الكتاب مليء بالأفكار وتناول موضوعات هامة وشائكة بموضوعية وإيجاز
شديدين. ولعلنا نتساءل جميعًا من الوغد؟ أو من هو النرجسي وما سماته؟
النرجسي تتعدد أشكاله فقد يكون الكسول الذي يتوهم بأنه الخارق الذي
يفتقده الجميع، وقد يكون الواثق، وقد يكون الرجل الذي لا مبادئ له فكل شيء نسبي
ومباح فعله فهو شخص قابل للتلون. قد يكون مهووسًا بالشهرة محب للظهور أو تجده
يتعامل كأنه من النخبة، ومن أشكاله الدنجوان وهو الذي يبحث عن الشخص الذي يستحقه
فهو دائم البحث عن الطرف الآخر ولا يجده أبدًا!
سمات الشخص المؤذي (النرجسي)
إذا توافر في شخص هذه السمات أو بعضها فهو نرجسي:
· الاحساس بالعظمة والتفوق
· الشعور بالاستحقاق الاستثنائي
· حساس للنقد بشدة
· الأنانية المفرطة
· نقد الآخرين والسخرية اللاذعة
· الاستغراق المفرط في أفكار النجاح
· صعوبة الشعور بالآخرين والتعاطف معهم
· الغيرة من الإعجاب بغيره
· الازدواجية
· انعدام الاستبصار الذاتي
مراحل العلاقات المؤذية
العلاقات أغلبها تبدأ بدايات رائعة لا غبار عليها ويذكر الكاتب مثال
الأزواج أي العلاقة بين الزوج والزوجة، فإنها إذا بدت مؤذية من البداية فسوف تنهار
قبل بدايتها! ولكنها تمر بعدة مراحل وهي:
1. محلة البوابة (قناع الوداعة)
2. مرحلة صناعة الذكرى (شهر العسل)
3. مرحلة الاختبار (البث التجريبي للإساءة)
4. مرحلة الإيذاء الفعلي والاستنزاف
5. مرحلة التمييع
من يقع في حب المؤذي؟
البعض لا يتعرض لتلك العلاقات المؤذية بل لا يجترئ أحدهم على الاقتراب
منهم، ولكن هناك من هم مطمع للمؤذي يقعون فريسة لتسلطهم ونرجسيتهم، قد يحمل هؤلاء
الأشخاص الصفات الآتية أو بعض منها:
· العاطفة المثالية المفرطة (نموذج الدرامية)
· الجوع للأب
· الإرضائية والإيثارية والإنقاذية
· الصورة الذاتية السلبية أو المهتزة
· الفراغ العاطفي وتعتيق الأفعال
· الحب الموهوم
· تعتيق الانفعالات
تكنيكات الإيذاء في العلاقة المؤذية
وللشخص المؤذي أسلحته لتدمير الطرف الآخر، ليست –دائمًا- أذىً مباشرًا
يمكن تمييزه، بل تتسم الأفعال بالتنوع والمراوغة بحيث لا تشعر الضحية بالشرك التي
تخطو بقدمها داخله بمحض إرادتها ومن أمثلة التكنيكات (الطرق):
· اللوم
· التشكيك في إدراك الضحية
· دور الشهيد
· المراوغة والتلاعب
· الحوار أحادي الجانب
· الكذب
· أسلوب فرِّق تسُد
تناول الكتاب موضوعات كثيرة لن يسعها مقال واحد بل عدة مقالات وأنصحك
بقراءة أفضل ما كتب عن العلاقات المؤذية والنرجسية.
يمكنك تحميل الكتاب من هنا
كتبته: أميرة سامي أبوالوفا
اقرأ أيضًا:
تعرف على أنواع الكتب وأفضل الكتب
للقراءة