كتاب لأنك الله لمؤلفه علي بن جابر الفيفي من الكتب التي حققت انتشارًا واسعًا، ولا بد وأنك سمعت اسمه أو رأيت غلافه الأزرق المعروف من قبل!
ولكن في هذه المقالة لن ترى الغلاف والعنوان من بعيد، بل ستبحر في أعماق الكتاب وتستشعر معاني أسماء الله الحسنى كما لم تعرفها من قبل.
فهيا بنا نبدأ..
باب أسماء الله الحسنى باب إيماني عظيم وإننا بدون معرفتها في صحراء تائهون، تتبدد أيامنا في لهيب تلك الصحراء، ودوامة كثبان القلق النفسي.
لذلك جاء هذا الكتاب لنخوض معه رحلة ربانية بشرح بسيط ولغة لطيفة وأسلوب جذاب لأسماء الله الحسنى (الصمد، الحفيظ، اللطيف، الشافي، الجبار، الشكور، الهادي، الغفور، القريب).
وهذه لمحات مما جاء في الكتاب عن كل اسم من أسماء الله الحسنى:
الصمد هو اسم الله الذي يمدك بكل ما تحتاجه لتكون قويًا في هذه الحياة، وتجابه واقعك بشموخ، وتتجاوز عقدك بعزيمة.
فماذا ستحتاج بعد اللجوء إلى الله والرجوع إليه والاعتصام به لكي تتغلب على مشقات الحياة!
الحفيظ وهو الذي حفظ ما خلق، وأحاط علمه بما أوجد، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات، ولطف بهم في الحركات والسكنات.
فتعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واحفظه يحفظك.
اللطيف سبحانه يدبر الأمور بلطفه فيقدر أعظم المقادير وتتم إرادته على ما شاء وعبده غير مدرك أن شيئًا ما يحدث.
فكم لله من لطف خفي، يدق خفاه عن فهم الذكي!
الشافي هو الذي يشفي بالصبر ويشفي بالدعاء ويشفي بالصدقة ويشفي بالاستغفار ويشفي بالتوبة ويشفي بالرضا ويشفي بلا شيء.
ولأن الحياة حقل أمراض وأوجاع وتنهدات، فقد سمى الله نفسه بالشافي، لتسجد آلامك في محراب رحمته، وتنكس أوجاعك رأسها عند عتبة قدرته.
الجبار هو الذي يجبر أجساد وقلوب عباده.
فالعيش في كنف الإله يمدنا بمراهم الصحة وضمادات السعادة ومسكنات الأوجاع ومضادات الهموم.
اسم الله الشكور بعد أن تعرفه لن تنتظر جزاءً ولا شكورًا من أحد، لأنك تعلم أن الله مطلع على فعلك ويأجرك على حسن صنيعك ويجزيك بالجزاء الحسن في الدنيا والآخرة.
فأي جزاء بعد جزاء الله تنتظر! ومع كرم الله تتغير كل المسائل الحسابية، لأنه كرم لا يخضع للحسابات بل للفضل الإلهي.
الهادي هو الذي لا هداية لسواه ولا استقامة لطريق غير طريقه ولا فلاح إلا بإتباع أوامره واجتناب نواهيه.
فإذا أراد هدايتك لن يعرف لك الضلال طريقًا، وإذا فقدت هدايته بفساد قلبك وتكرار ذنبك لازمك الضلال وغرقت في سواده فلا ترى نورًا من وراءه أبدًا.
الغفور يغفر دائمًا، يغفر ما تقدم وما تأخر، يغفر فتعود ناقيًا من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.
والمغفور لهم تنزل بهم الأمراض كغيرهم، ولكنها لا تسلب ابتسامتهم، وتصيبهم الضوائق ولكنها لا تنكس رؤوسهم، وتدمع عيونهم ولكنهم لا ييأسون من روح الله أبدًا.
القريب هو أقرب إليك من حبل الوريد، الذي يراك ويسمعك ويحيط بك.
فلا وحدة ولا وحشة لمن استأنس بقرب الله واستشعر معيته وإحاطته.
وأخيرًا، وبعد أن عشنا مع لمحات هذا الكتاب وذقنا حلاوة التعرف إلى الله من خلال تدبر معاني أسمائه والتعمق في معرفة صفاته.. لا بد أن نجعل هذه الأسماء نبراس حياتنا وهداية قلوبنا ونور أيامنا ونعيش في صحبته ونستحضرها في كل لحظاتنا.
كتبته: د/ فاطمة زكي
اقرأ أيضًا:
كتب غيرت حياتي 180 درجة
تطبيق أخضر| آلاف الكتب والأفكار في جيبك