أن تكون مثقفًا عندك الكثير من العلم والمعرفة، حلم منشود لكل واحد منا تقريبًا. ومع هذا لا يصل إلى الثقافة إلا من يُعد على الإصبع
والسبب ليس في كون الثقافة حكرًا على فئة دون أخرى ولكن لأن الجميع لا يعرفون كيف يصلون إليها
وفي هذه المقالة نقدم لك مجموعة من العادات البسيطة التي إن تمسكت بأقل قدر منها يوميًا، أوصلتك إلى الثقافة بسهولة. فتابع معنا
أولًا: القراءة| مفتاح الثقافة
.القراءة تستخدم في الغالب كمرادف للثقافة، فمن يقرأ يقال عنه تلقائيًا أنه مثقف. وذلك لأن القراءة المصدر الأساسي للتزود بالمعلومات والمعارف والخبرات
.فإذا أردت أن تكون مثقفًا لا خيار لديك في أن تكون قارئًا
:وإليك بعض مما ستفيدك به القراءة، لتتخذه حافزًا لاكتسابها كعادة يومية والحفاظ على الإلتزام بها
تعميق وجودك الإنساني المتميز عن كل ما في هذا الكون بالتفكر والإدراك وإعمال العقل، لأن ما يميز الإنسان هو العقل وما يحقق هذه التميز حسن استعمال العقل والذي يكون بالقراءة والتعلم والثقافة-
القراءة تأخذك إلى حيوات لم تعشها، وإلى أماكن لم تسمع عنها، وقد تعد لك لقاء مع شخص عظيم عاش في قرون مضت منذ بعيد! وهذا من أهم مميزات القراءة أن تزودك بخبرات وتجارب الآخرين-
أما تأثير القراءة على عقلك، فحدث ولا حرج.. فهي تحسن من قدراتك العقلية وتزيد من مستوى إدراكك وترفع من وعيك-
وكذلك تنمي القراءة ثروتك اللغوية وتحسن من مهارات الحديث والحوار لديك-
:ومما يساعدك على اكتاسب عادة القراءة
اختر كتبًا تتوافق مع ما تحب أو تساعدك في واقعك الحالي كمجال تخصصك أو دراستك-
احرص ألا تزيد ععد صفحات الكتاب عن 200 صفحة في بدايتك مع القراءة، حتى لا تمل من الكتاب أو تستثقل الاستمرار فيه-
اختر كتب ذات أسلوب سلس وواضح بالنسبة لك-
ضع الكتب بجوارك دائمًا، حتى تذكرك بالقراءة ولا تنشغل عنها وسط زحمة المهام في يومك-
كافئ نفسك بعد كل كتاب تقرأه، حتى يحفزك ذلك على الاستمرارية ويحبب القراءة إلى نفسك-
ثانيًا: الكتابة وتدوين الأفكار
.تدوينك للأفكار التي قرأت عنها وقدرتك على التعبير عنها، يدل على فهمك واستياعبك لها، كما يحسن من مهارة الكتابة إليك وهي من المهارات التي ستفيدك وتضيف لك الكثير
.إلى جانب أنها تساعد على تثبيت أفكار الكتب وحضورها في ذهنك
فكيف تكتب عن الكتب التي تقرأها؟
كتابة تلخيص للكتاب الذي تقرأه، ومن مميزالت التلخيص أنه يشكل مرجع بسيط لأفكار الكتاب تستطيع العودة إليه بسهولة متى شئت-
كتابة أهم الأفكار التي وردت في الكتاب، حتى تتأكد من وصولها إليك وتتذكرها بسهولة-
كتابة الاقتباسات التي أحببتها في الكتاب-
كتابة مراجعة عن الكتاب تتضمن المميزات والعيوب، وذلك مما ينمي مهارات النقد عندك-
:ولكي تسهل عليك الكتابة والتدوين
اجعل معك ورقة وقلم ودون أفكار الكتاب أول بأول أثناء القراءة، حتى لا تتكاسل عن فعل ذلك بعد إنهاء الكتاب-
استخدم قلم تحديد وعلم على اقتباساتك المفضلة-
اكتب تعليقًا على الأفكار التي تقرأها أثناء قراءتك لها-
انظر كيف يكتب الآخرون عن الكتب-
ثالثًا: مدوامة التعلم
يظل المرء حيًا ما دام يتعلم، فأهل العلم أحياء كما يتردد دائمًا. واستمرارك في رحلة التعلم لن تجعل منك إنسانًا مثقفًا وحسب بل إنسانًا حيًا بكل ما للحياة من معنى
:وللتعلم طرق عديدة لا حصر لها منها
دراسة تخصصك الجامعي والقراءة عنها والإطلاع المستمر على أحدث ما فيه-
تعلم مهارات جديدة تضيف لك في سوق العمل-
تعلم مهارات الحاسب الآلي والبرمجة-
تعلم مهارات التحدث والعرض والإدارة والقيادة-
دراسة العلم الشرعي في الفقه والعقيدة والحديث والتفسير-
الإحاطة بالقضايا الجارية في العالم-
رابعًا: مشاركة المعرفة| تطبيق الثقافة
.أن تكون مثقفًا، هذا شيء جميل. ولكن الأجمل منه أن تكون مثقفًا تستفيد من ثقافتك وتنتفع بها لنقسك ولمن حولك
:ولذلك نترك لك مجموعة من الأفكار بإمكانها أن تلهمك لتستفيد مما تتعلم
تحدث عما تقرأ أو تتعلم مع الآخرين واجعل منه فرصة للناقش والحوار وتبادل الآراء-
اكتب منشورًا أو اصنع فيديو عن فكرة ملهمة أو نصيحة مميزة وشاركه مع الناس-
ابحث عن الوجه الذي تستطيع أن تطبق به ما تتعلم في حياتك-
لا تبخل على أحد بمعلومة تمتلكها، فزكاة العلم وبركته في نشره-
لا تحسب أن الثقافة بعيدة عنك، هي رغبة في نفسك وإرادة وخطوات تسيرها الواحدة تلو الأخرى بمدوامة التعلم واستمرارية القراءة والكتابة حتى تكون بناءك الثقافي وتبدأ في الانتفاع به ونفع الآخرين بمشاركتهم ما تعلمت واستفدت. وتأكد أن الثقافة ليست رفاهية بل هي مطلب أساسي لكل إنسان في عصرنا الحالي
كتبته: د/ فاطمة زكي