الضغوط هي أحد أكبر المنغصات في عصرنا الحالي، فالجميع يعانون من الضغط وكثرة المهام والسعي المحموم من أجل توفير متطلبات الحياة.
والفارق بين من يغرق في الضغط والهموم ومن يستطيع أن يستمتع بحياته ويعيش في سلام وهدوء رغم ذلك هو مدى قدرته على إدارة الضغوط والتعامل معها.
وفي هذه المقالة، ستجد أفضل وسائل إدارة الضغوط.
فتابع معنا..
أولًا: العمل وقيمة الإنسان
قد تعاني جراء عملك من الضغط والإجهاد، وقد تتمنى لو تجلس دون أن يكون وراءك هذه التلال من المهام والمسئوليات.ولكن هل تخيلت أن تطول جلستك بلا عمل لتشمل عمرك كله؟!
الحقيقة أن العمل مجهد وقد يتسبب في الكثير من الضغوط والالتزامات والمتاعب ولكنه يحقق قيمة الإنسان ويعطي للحياة معنى.
ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
فالفراغ قد يضطر الإنسان إلى ملأه بأساليب تضره في دينه ودنياه.
بالإضافة إلى أن أعمارنا شاهدة علينا يوم القيامة وسنحاسب عما فعلناه بها.
واليوم الذي يمر لن يعود مرة أخرى.
ومن تمر أيامه دون أن يحصل خير في دينه أو دنياه فقد خسر خسرانًا مبينًا.
لماذا أذكر لك ذلك ولماذا عليك أن تدرك قيمة وأهمية العمل؟
لأن إدراكك لأهمية العمل وقيمته في حياتك يهون عليك الضغوط الناشئة عنه، ويجعل لديك قدرة أكبر على احتمال هذه الضغوط والصبر عليها.
فمن عرف مقدار ما يطلب هان عليه ما يلقى من صعاب في سبيل طلبه.
فكلما زادت ضغوط عملك، تذكر أن ذلك العمل تتحقق به قيمة حياتك ويصبح لها معنى وفائدة.
وتخيل كيف سيداهمك الفراغ وتصبح حياتك بلا قيمة بدون العمل.
ربما ستكون حينها أكثر راحة ولكنك لن تكون أكثر سعادة أبدًا. بل ستعاني من غياب المعنى والاكتئاب وغيرهم من الاضطرابات والمشاكل.
ثانيًا: احتسب الأجر واطلب العون من الله
الإنسان بدون عون الله ومشيئته ما تحرك من مكانه خطوة ولا نطق بكلمة ولا استنشق نفسًا.ومن طلب التيسير والتوفيق بعيدًا عن الله، كان كمن يطلب الماء من السراب.
فاجعل التوكل جزءًا لا يتجزأ من حياتك، واطلب معية الله وعونه وتيسيره في كل تفعله.
فهذا أفضل ما يمكنك فعله ليكون عملك أخف وخطواتك أيسر ونفسك أهدأ.
كما أريدك أن تتذكر أن عملك ودراستك ووظيفتك هي نعمة كبيرة من الله.
ففي الوقت الذي تشكو فيه من عملك، هناك الكثير ممن يتمنون الحصول على نصف هذا العمل، وهناك أكثر منهم عاطلين ومشردين وبلا دخل يكفل لهم وجبة غداء في اليوم الواحد على الأقل.
فلا تجعل الضغوط والمسئوليات تشغلك عن شكر نعم الله عليك.
ومما سيهون عليك كثيرًا أنك مأجور على التعب والإجهاد والضغط.
ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".
ثالثًا: حدد أولوياتك ونظم وقتك
تعدد المهام والمسئوليات في حياة كل فرد منا تمثل الطريق الأسهل للشعور بالضغط والضيق.وتحديد أولوياتك وتنظيم وقتك هما الحل لذلك كله.
فتحديد الأولويات يضمن لك إنجاز الأهم أولًا، فلن تظل حاملًا همه ومنشغلًا به.
وتنظيم الوقت سيعطيك قدرة أكبر على الإنجاز، ويمكنك من توفير الوقت اللازم للعمل على مهامك المختلفة.
وجدولة أعمالك وتضمينها في قائمة مهام يومية وترتيبها من الأكثر إلى الأقل أهمية.. ستساعدك كثيرًا في تقليل الشعور بالضغط والقلق ويزيد من كفاءة وجودة عملك.
رابعًا: هون على نفسك
حياتنا بشكل عام وليس الضغوط وحدها تعتمد على الطريقة التي نتعامل بها مع الأحداث.فقد يتعرض اثنان إلى مصدر الضغط ذاته ولكن تجد أحدهم متماسكًا في التعامل معه، والآخر منهارًا أمامه.
وذلك يرجع إلى مدى الصلابة النفسية والمرونة التي يتمتع بها.
فيجب أن تنمي في نفسك قيمة الصبر في مواجهة مصاعب الحياة وألا تعطي الأشياء أكبر من حجمها، فليس كل حدث يستحق وقوفك الطويل واكتئابك.
تعلم أن تتجاوز وأن تعرف أن الحياة فانية وليست بالمستقر أو النهاية وأننا فيها عابرون. فاجعل عبورك خفيفًا ولا تأسى فيها إلا على دينك.
وكما يتكرر دائمًا: فإن كل مر سيمر ولا تبقى الحياة على حالة واحدة. فما يتسبب في تعبك اليوم سيزول غدًا. ولا تجعل يومًا صعبًا ينسيك حظك من الأيام الجميلة.
كذلك فإن المشكلة التي قد تكون في أحد جوانب حياتك، لا تعني ضياع حياتك بأكملها.
فخذها قاعدة هون على نفسك دائمًا وبسط الأمور في عينيك واعرف أن لكل ليل صباح تزينه الشمس بالنور والدفء.
أخيرًا، أحب عملك وقدر نعمة الله عليك بأن رزقك إياه، واستعن بالله في كل خطواتك، واحرص على تنظيم وقتك وتحديد أولوياتك، وتعامل مع أحداث حياتك بحكمة وهدوء. وبهذا تستطيع إدارة الضغوط وعيش حياتك بسعادة وسلام.
كتبته: د/ فاطمة زكي
اقرأ أيضًا
خطوات عملية ونصائح شديدة الأهمية لتنظيم الوقت
طور ذاتك قي ثلاث خطوات فقط