النسيان أثناء الدراسة واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه الطلاب في مختلف السنوات الدراسية.
فلا يوجد أسوأ من أن تنفق الساعات الطوال في مذاكرة أحد الدروس لتعود إليه بعد فترة قصيرة، لتجده قد تبخر ولم يعد له في ذهنك أي أثر!
ولكي تتفادى هذا الأمر المحبط، وتزيد من قوة ذاكرتك وتتوصل لعلاج فعال لمشكلة النسيان.. تابع معنا هذا المقال
أولًا: حافظ على عادات صحية في يومك
العادات الغذائية لها أثر كبير على نشاط جسمك بأكمله وخاصة قدراتك العقلية والذهنية.
وبمجرد أن تدخل بعض العناصر الغذائية المفيدة إلى نظامك الغذائي اليومي، ستجد تحسنًا في مستوى تركيزك وستزداد قدرتك على التذكر.
وأهم العناصر الغذائية المفيدة لنشاط المخ والذاكرة: أوميجا-3، فيتامين B12، فيتامين B6، فيتامين E، فيتامين K، فيتامين D
وتوجد هذه العناصر في الأغذية التالية: البيض، المكسرات، الأسماك، الفواكه، الخضروات، الكركم، الشاي الأخضر، القهوة، البذور مثل بذور الكتان والشيا، الشوكولاتة الداكنة، منتجات الصويا.
وممارسة الرياضة من العادات المفيدة للنشاط الذهني كذلك. لأنها تنشط الجسم بما فيه العقل. وتحسن الدورة الدموية وتساعد على تدفق الدم إلى المخ.
كما أن الرياضة تحسن عمل الإشارات العصبية الموجودة بين خلايا المخ. وتزيد من قدرتك على الانتباه والتركيز.
وشرب كم كافٍ من المياه يوميًا لا غنى عنه من أجل ذاكرة قوية، ويبلغ هذا القدر حوالي 3-2 لتر/ يوم.
والنوم يُعد من أهم العوامل التي تمتلك تأثيرًا كبيرًا على الذاكرة أيضًا.
فمن دون النوم بعمق لساعات كافية، لن تستطيع ذاكرتك أن تعمل بصورة جديدة.
مع الإشارة إلى أن الفرد البالغ يحتاج إلى متوسط 8 ساعات من النوم العميق في اليوم الواحد.
ثانيًا: احرص على هذه الأشياء أثناء المذاكرة
تجنب المشتتات أثناء المذاكرة. فذلك مما يساعد على التركيز وسهولة الاستذكار.
لا تطيل المذاكرة لساعات متواصلة. فقد يصيبك ذلك بالملل وفقدان التركيز وعليه يقل تحصيلك.
ولكن احرص على أن تذاكرة لمدة 45 دقيقية وتحصل على 15 دقيقة للراحة وتجديد نشاطك وتركيزك.تأكد من فهمك لما تدرس بشكل جيد وعميق. لأن الحفظ من غير فهم لا يساعد على احتفاظ العقل بالمعلومات وستكون أكثر عرضة للنسيان. وعلى عكس ذلك فالفهم الجيد يثبت المعلومات في أذهاننا ويجعلنا نتذكرها بسهولة.
واحرص على اختبار مدى فهمك من خلال حل الأسئلة بعد كل درس تذاكره. وسيفيدك هذا الأمر في تقييم نفسك وكذلك تثبيت المعلومات وتحسين ذاكرتك.
نوع طرق مذاكرتك، واستخدام أكثر من حاسة أثناء المذاكرة.
استخدم الخرائط الذهنية والجداول والمخططات في تلخيص المعلومات وربطها ببعضها البعض.
ثالثًا: أول بأول
سواء المذاكرة أول بأول أو المراجعة الدورية أول بأول لا بديل لهم لعلاج مشكلة النسيان وتحسين الذاكرة.
وأريدك أن تضع هذين المشهدين أمامك، ثم تقرر أيهما أفضل حالًا: شخص يذاكر من بداية العام الدراسي أول بأول ويراجع ما يذاكر بشكل دوري أكثر من مرة وعلى فترات زمنية متباعدة.
وشخص آخر يستمر في مراكمة الدروس والواجبات ويأتي قبل الامتحانات بفترة قصيرة ويريد أن يجمع كل ما فاته ويذاكر كل ما تراكم عليه.
أظن أنه لا يخفى على أحد أيهما سيكون تحصيله أفضل وحضور المعلومات في ذهنه أقوى وفهمه أعمق وتذكره أسهل!
فلا تزاحم عقلك بكم مهول من المعلومات مرة واحدة ثم تطالبه بذاكرة حديدية!
وإذا أردت الذاكرة الحديدية، فعليك باستغلال وقتك في المذاكرة بانتظام وهدوء والمراجعة من فترة لأخرى باستمرار.
رابعًا: تأثير الحالة النفسية
يتسبب الضغط النفسي الزائد في ضعف الذاكرة. والتوتر والقلق يزيدان من التشتت وفقد التركيز.
كما أن الحالة النفسية السيئة تخفض من قدرة الشخص على التركيز والفهم. وغيرها من التأثيرات التي تتسم كلها بالسلبية.
فإذا ثقلت عليك المهام الدراسية الكثير، أو كان لديك امتحان قريب وأنت ما زلت غير مستعد له. فلا تقابل ذلك بالخوف والقلق والتوتر لأنهما لن يساعدوك في شيء بل سيكون لهم آثارًا سلبية على تحصيلك وذاكرتك وأدائك الدراسي بشكل عام.
ووفر هذه الطاقة المهدرة في العمل وإنجاز المطلوب منك قدر استطاعتك.
خامسًا: التمارين العقلية
هناك العديد من الدراسات التي أثبتت فعالية التمارين العقلية وتمارين الذاكرة، وقدرتها على تقوية الذاكرة وحل مشكلة النسيان.ومن هذه التمارين:
التأمل وهو مما يساهم بشكل كبير في صفاء الذهن وجعله أكثر قدرة على التركيز والعمل.
تقوية الملاحظة وهذا التمرين يعتمد على ملاحظة 4 تفاصيل بخصوص شيء أو شخص ما ثم محاولة استدعاء هذه التفاصيل من الذاكرة في وقت لاحق.
القيام بالعمليات الحسابية وذلك من أكثر الطرق فعالية في تحسين الذاكرة.
التكرار المتباعد للمعلومات سيحسن كثيرًا من قدرتك على التذكر.
علاج النسيان لن يتطلب منك مجهودًا خرافيًا ولكنه في نفس الوقت لن يأتي بين ليلة وضحاها. بل سيحتاج إلى استمرارية وإلتزام في المذاكرة أول بأول وكذلك المراجعة باستمرار
والحرص على العادات الصحية من الغذاء والرياضة والنوم. ومعهم الحالة النفسية المستقرة وتنمية الذاكرة بالتمارين العقلية المختلفة
كتبته: د/ فاطمة زكي
:اقرأ أيضًا أسرار لن يخبرك بها الأوائل عن المذاكرة الفعالة
عادات من أجل حياة مليئة بالثقافة والمعرفة
