الفائدة التي تعود عليك من القراءة مرهونة بالاختيار الصحيح للكتب التي تتناسب معك والتي تحمل أيضًا القيمة والفائدة.
ولأن عملية اختيار الكتب على هذه الدرجة من الأهمية، خصصنا هذه المقالة لتناول مهارات اختيار الكتاب المناسب، فتابع معنا..
أولًا: ارتباط الكتب بك
أهم خطوات اختيار الكتاب المناسب هي التأكد من كون هذا الكتاب يرتبط بواقعك ويلامس احتياجاتك أو في موضوع تحبه وتهتم بالقراءة عنه.لأن الدافع لقراءة الكتاب ينتج من ارتباطه بك وبواقعك.
ثانيًا: لغة الكتاب وأسلوبه
قد تختار كتابًا في موضوع مرتبط بك أو موضوع تحبه ويكون كتابًا جيدًا مفيدًا، ومع هذا لا تستطيع استكمال قراءته!وعندما تبحث عن السبب، تجده في أن أسلوب الكتاب ولغته لا يتناسبان معك.
ولذلك فإن لغة الكتاب وأسلوب الكاتب لا يمكن إغفالهما لأنهما يؤثران كثيرًا في قدرتك على الاندماج مع الكتاب وفهمه.
ثالثًا: مؤلف الكتاب
يُعد التعرف على مؤلف الكتاب من الجوانب التي لا نلتفت إليها عند اختيار الكتب.
رغم أن خلفية المؤلف الثقافية واتجاهاته الفكرية ومؤهلاته الدراسية قد تشكل عاملًا كبيرًا في أفكار الكتاب.وغير ذلك، فمن المهم أن تحرص على التأكد من خبرة المؤلف في المجال الذي يكتب فيه وأن يكون له سمعة حسنة وأعمال معروفة وأنه ذو علم وثقة.
رابعًا: عدد صفحات الكتاب
عدد صفحات الكتاب هي الأخرى من الأمور المهمة التي يجب الانتباه إليها أثناء اختيار الكتاب.فإذا كنت مبتدئًا في عالم القراءة أو كنت ممن يشعرون بالملل ولا يستطيعون مواصلة القراءة لفترات طويلة، فيُفضل ألا تختار كتبًا تتجاوز 200 صفحة.
لكي تتفادى الشعور بالملل وترك الكتاب دون إكماله وتظل متنقلًا من هنا لهناك دون تحقيق أي فائدة، وكذلك لأنه بإنهائك لأحد الكتب ستشعر بالإنجاز، مما يشجعك على مواصلة القراءة والبدء في كتاب آخر وهكذا تحافظ على عادة القراءة.
أما باختيارك لكتاب كبير وأنت غير قادر على الانتظام فيه، ستشعر بالإحباط من كونه لا ينتهي ومن طول الفترة التي استغرقتها حتى تكمله.
خامسًا: القيمة التي يقدمها الكتاب
وهذا هو أساس اختيار الكتاب، فلا بد أن تكون للكتب التي تختارها قيمة وتستطيع إفادتك وزيادة ثقافتك ومعارفك وخبراتك، وإلا فلِمَ تقرأها؟!ولأن الكتب الرديئة أصبحت كثيرة ومنتشرة، فلا تقرأ أي كتاب تراه أمامك وخاصة الكتب الروائية.
وكن حريصًا في اختيار الكتب التي تقرأها كما تحرص على اختيار أصدقائك فكلاهما يؤثر فيك ويترك بصمته عليك وإن لم تكن تدري.
سادسًا: التنوع والتكامل
احرص على التنويع في الموضوعات التي تقرأها واكتشف مؤلفين جدد غير مؤلفيك المفضلين لأن التنوع يوسع الآفاق ويوسع من مدراك التفكير ويزيد الحصيلة المعرفية والثقافية للفرد.وإلى جانب التنوع، يأتي التكامل الذي يضمن لك بناء معرفي متكامل ويجعل معارفك مترابطة مع بعضها البعض وبالتكامل يصبح لقراءتك معنى فيصبح كل كتاب تقرأه كحجارة تسد ثغرًا في بيت معرفتك.
وختامًا، يمكن أن تحقق كل الخطوات السابقة بمساعدة الوسائل التالية:
تصفح فهرس الكتاب ومقدمته.
الإطلاع السريع على محتوى الكتاب وأسلوبه.
معرفة آراء الآخرين في الكتاب من خلال تطبيق goodreads أو قنوات مراجعات الكتب على يوتيوب وكذلك حسابات القراء على وسائل التواصل الاجتماعي.
كتبته: د/ فاطمة زكي
اقرأ أيضًا
كيف تقرأ كتابًا وتحقق منه أقصى استفادة؟
كتب غيرت حياتي 180 درجة